النادي الإفريقي هو واحد من أعرق وأقدم الأندية الرياضية في تونس، تأسس سنة 1920 وكان منذ نشأته مدرسة رياضية وثقافية واجتماعية لها وزنها في المجتمع التونسي. النادي لم يقتصر على كرة القدم فحسب، بل اهتم منذ بداياته بتأسيس فروع قوية في عدة رياضات، ولعلّ فرع كرة اليد يُعتبر أحد أبرز الأذرع التي صنعت أمجاد النادي عبر التاريخ.
فرع كرة اليد بالنادي الإفريقي يعدّ من بين الأقوى محلياً وإفريقياً، وقد شهد على مر العقود مسيرة حافلة بالألقاب والتتويجات. الفريق فرض نفسه منذ تأسيسه كأحد الأقطاب الكبرى للعبة في تونس إلى جانب الترجي الرياضي والنجم الساحلي، وأصبح طرفاً دائماً في الصراع على البطولات والكؤوس. شخصية النادي القوية وروحه الانتصارية جعلت فرع كرة اليد مرجعاً في التقاليد الرياضية التونسية.
على المستوى المحلي، توّج النادي الإفريقي بعديد البطولات الوطنية في كرة اليد، حيث يحتل صدارة التتويجات إلى جانب غريمه التقليدي الترجي. كما رفع كأس تونس مرات عديدة، مؤكداً هيمنته وحضوره الدائم في المواعيد الكبرى. مباريات الدربي بين الإفريقي والترجي في كرة اليد تبقى من أكثر المواجهات إثارة في تونس، إذ تمتزج فيها المنافسة الرياضية بالندية التاريخية والجماهيرية، مما يجعلها حدثاً استثنائياً ينتظره الشارع الرياضي التونسي.
الجماهير الإفريقية كان لها دوماً الدور الأبرز في دعم الفريق، فهي لا تكتفي بتشجيع فرع كرة القدم بل تحضر بقوة في قاعات كرة اليد. أهازيجها وألوانها الحمراء والبيضاء تخلق أجواء فريدة، وتحول المباريات إلى مهرجان رياضي حقيقي. وقد ساهم هذا الدعم في تحفيز اللاعبين على تقديم أقصى ما لديهم في المباريات الحاسمة.
إفريقياً، يُعتبر النادي الإفريقي أحد أبرز الوجوه المشرقة لكرة اليد التونسية. فقد تمكن من التتويج ببطولات الأندية الإفريقية البطلة، وكان في مناسبات عديدة نداً قوياً للأندية المصرية العريقة مثل الأهلي والزمالك، وكذلك للأندية المغربية والجزائرية. مشاركاته القارية لم تكن مجرد حضور شرفي، بل كانت دائماً مرفوقة بطموح كبير وإصرار على العودة بالألقاب.
إلى جانب المنافسات الإفريقية، حقق النادي الإفريقي نجاحات كبيرة في البطولات العربية للأندية. الفريق غالباً ما يكون مرشحاً للفوز، ونجح فعلاً في تحقيق ألقاب جعلت اسمه يتردّد على الساحة العربية كأحد كبار اللعبة. هذه المشاركات ساعدت على تعزيز إشعاع كرة اليد التونسية، ورسخت صورة النادي الإفريقي كنادٍ له بعد يتجاوز حدود الوطن.
فرع كرة اليد بالنادي الإفريقي عُرف أيضاً بكونه مصنعاً للنجوم. فقد خرّج العديد من اللاعبين الذين تألقوا مع المنتخب التونسي في بطولات العالم وكأس إفريقيا. هؤلاء اللاعبون كانوا ركائز أساسية في التتويجات القارية التي عرفتها تونس، ما يعكس القيمة التكوينية الكبيرة للنادي. أسماء كثيرة صنعت المجد الإفريقي، وأسهمت في إعلاء راية تونس في مختلف المحافل الدولية.
إدارياً، حرص النادي على توفير ظروف النجاح لهذا الفرع. رغم الصعوبات المالية التي مرّ بها النادي أحياناً، إلا أنّ فرع كرة اليد ظل محافظاً على استقراره وعلى قدرته التنافسية. الاستمرارية كانت نتيجة للعمل الجاد من المسؤولين، إلى جانب التضحيات التي قدمها اللاعبون والجماهير.
من الناحية الفنية، كان للنادي الإفريقي تقليد في استقطاب أفضل المدربين، سواء المحليين أو الأجانب، ممن أضافوا أساليب تدريبية جديدة وأفكاراً تكتيكية متطورة. هذه الخبرة ساعدت على إبقاء الفريق في أعلى مستوى من الأداء، وأعطته المرونة لمجاراة المدارس المختلفة في كرة اليد العالمية.
لا يمكن الحديث عن النادي الإفريقي في كرة اليد دون التوقف عند قيمة الانضباط والروح القتالية التي ميزت لاعبيه. الفريق عُرف بصلابته في الدفاع وسرعته في الهجوم، وهي سمات جعلته مرعباً لخصومه سواء في تونس أو خارجها. كثيراً ما نجح الإفريقي في قلب الموازين في اللحظات الأخيرة من المباريات، وهو ما زاد من هيبته في عيون منافسيه.
كما كان للنادي الإفريقي دور إنساني واجتماعي مهم عبر فرع كرة اليد. فقد ساهم في نشر اللعبة بين الأحياء والشباب، وفتح أبوابه دائماً لاكتشاف المواهب وصقلها. المدرسة التكوينية بالنادي تُعدّ من أهم خزائن كرة اليد في تونس، إذ تمد باستمرار الفريق الأول والمنتخب الوطني بلاعبين موهوبين.
الهوية التاريخية للنادي الإفريقي جعلت فرع كرة اليد مرتبطاً دوماً بالنجاح والتتويج. كل لقب يحرزه الفريق يُضاف إلى خزينة النادي الغنية، ويزيد من ارتباط الجماهير به. هذا التراكم التاريخي جعل من الإفريقي مؤسسة رياضية قائمة بذاتها، تتجاوز حدود الرياضة إلى الرمزية الاجتماعية والثقافية.
اليوم، ورغم المنافسة القوية، يواصل النادي الإفريقي الحفاظ على مكانته كأحد الأندية الكبرى في كرة اليد التونسية والإفريقية. الإدارة تعمل على تطوير البنية التحتية، والجماهير تواصل دعمها، واللاعبون يواصلون التضحيات فوق الميدان. هذه المعادلة تجعل المستقبل واعداً، وتؤكد أنّ النادي سيظل دائماً رقماً صعباً في اللعبة.
يمكن القول في النهاية إنّ فرع كرة اليد بالنادي الإفريقي ليس مجرد نشاط رياضي ثانوي، بل هو عمود أساسي من أعمدة هوية الجمعية. مسيرته المليئة بالأمجاد، جمهوره الوفي، ولاعبوه الذين رفعوا راية تونس في كل مكان، كلّها عناصر تجعل من الإفريقي مدرسة حقيقية لكرة اليد، وواحداً من أركان اللعبة في إفريقيا والعالم العربي.
يُعَدّ الترجي الرياضي التونسي واحداً من أبرز الأندية المتعددة الاختصاصات في تونس وإفريقيا، وقد اشتهر أساساً بكرة القدم، لكن فرع كرة اليد له مكانة خاصة ويمثل أحد أعمدة نجاح النادي. هذا الفرع تأسس منذ عقود بهدف خلق توازن بين مختلف الرياضات داخل الجمعية، وسرعان ما أثبت قدرته على المنافسة في أعلى المستويات، حيث أصبح الترجي رقماً صعباً في مشهد كرة اليد التونسية والإفريقية.
منذ بداياته، راهن الترجي على التكوين وصناعة جيل من اللاعبين القادرين على رفع راية النادي محلياً وخارجياً. فمدرسة كرة اليد بالترجي كانت ولا تزال خزّاناً حقيقياً للمواهب التي تغذي الفريق الأول والمنتخب الوطني التونسي. وقد تخرّج منها أسماء لامعة تركت بصمة في تاريخ اللعبة وساهمت في تتويج تونس بألقاب قارية وعالمية.
على الصعيد المحلي، نجح الترجي الرياضي في إحراز عديد البطولات التونسية والكؤوس الوطنية، حيث غالباً ما يجد نفسه طرفاً أساسياً في نهائيات الموسم. المنافسة التاريخية مع النادي الإفريقي والنجم الساحلي أضافت نكهة خاصة للبطولة، وجعلت مباريات "الدربي" في كرة اليد لا تقل إثارة وحماساً عن مباريات كرة القدم. الحضور الجماهيري الكبير أعطى دائماً دفعاً معنوياً للاعبين، وحوّل القاعات إلى ساحات ملتهبة بالألوان الحمراء والصفراء.
إفريقياً، سطع نجم الترجي في بطولات الأندية الإفريقية، حيث واجه عمالقة اللعبة من مصر مثل الأهلي والزمالك، ومن المغرب وأنغولا. ورغم قوة المنافسة، تمكن الترجي من اعتلاء منصات التتويج أكثر من مرة، مؤكداً أنّه أحد سفراء كرة اليد التونسية في القارة. كما كان دائماً منافساً جدياً في البطولات العربية للأندية، وغالباً ما يعود محملاً بالألقاب أو على الأقل بإنجاز مشرّف.
النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل إداري منظم وتخطيط طويل المدى. إدارة الترجي وفّرت للفرع كل ما يحتاجه من إمكانيات مادية وبنية تحتية حديثة. فالقاعات المجهزة وأدوات التدريب المتطورة سمحت للفريق بالعمل في ظروف احترافية. كما تم جلب مدربين على أعلى مستوى، بعضهم أجانب، منحوا الإضافة من خلال تكتيكات جديدة وأساليب حديثة في التدريب.
إلى جانب التتويجات والإنجازات، كان الترجي ولا يزال مدرسة للقيم الرياضية والانضباط. اللاعب الذي ينتمي إلى الترجي يُعرف بحبه للشعار وتفانيه في الميدان. هذه الروح القتالية جعلت الفريق يحقق عديد "الريمونتادات" في لحظات حاسمة، وحوّلته إلى خصم لا يُستهان به مهما كانت الظروف.
كما لعب الترجي دوراً محورياً في دعم المنتخب التونسي بلاعبين بارزين. كثير من الأبطال الذين تألقوا في كأس إفريقيا والعالم مرّوا من مدرسة الترجي. هذا التلاحم بين النادي والمنتخب ساعد على الحفاظ على مستوى عالٍ لكرة اليد التونسية، حيث ساهم الترجي مباشرة في تكوين أجيال من النجوم مثل وسام حمام وآخرين ممّن أضافوا الكثير للرياضة الوطنية.
الجماهير بدورها كانت وما زالت سنداً لا غنى عنه. فهي تحضر بقوة في القاعات، وترافق الفريق في مختلف المدن وحتى خارج حدود الوطن. عشقها لكرة اليد لا يقل عن عشقها لكرة القدم، وهو ما يجعل لاعبي الترجي يشعرون دائماً بأنهم مدعومون حتى في أصعب اللحظات. هذه العلاقة الخاصة بين الجمهور والفريق تعدّ أحد أسرار نجاح الترجي في هذه الرياضة.
إنّ فرع كرة اليد في الترجي لم يكن مجرد نشاط ثانوي، بل أصبح جزءاً من هوية النادي وثقافته الرياضية. الانتصارات المتتالية على الصعيدين المحلي والدولي جعلته رمزاً للفخر والاعتزاز. واليوم يُعتبر الترجي من أكثر الأندية التونسية تتويجاً في اللعبة، ويمتلك سجلاً حافلاً يضعه ضمن نخبة الأندية الإفريقية.
المستقبل يبدو واعداً لهذا الفرع، خاصة مع استمرار سياسة التكوين وتطوير البنية التحتية. فالإدارة تراهن على إعداد جيل جديد قادر على حمل المشعل والحفاظ على مكانة الترجي في القمة. ومع الدعم الجماهيري والإرث الكبير الذي تركه السابقون، يبدو أن الترجي الرياضي التونسي سيظل لسنوات طويلة مدرسة في كرة اليد وواجهة مشرفة لتونس في المحافل الدولية.
0Comments